اليوم الأخير بالمخيم:
إنه اليوم الأخير بالمخيم..
الكل في حركة دائبة ..
البعض منشغل بتنظيم ملابسه وترتيب حاجياته في مزوده الكشفي استعدادا للرحيل، والبعض الآخر يقضي أوقاته في حديث أخوي مع أصدقاء آن أوان فراقهم على أمل لقاء جديد آخر، وآخرون يضعون اللمسات الأخيرة على الفقرات التي سيقدمونها في حفل النار...
وفي ساحة المؤسسة كان يتواجد مجموعة من الكشافة يرتدون ملابس غريبة، ويتدربون على بعض الرقصات الافريقية المرحة..و مجموعة أخرى ذهبت لغابة الأوسطال لجمع الحطب وتجميعه في ساحة السمر بالمخيم ..
وفي المساء بدأ الآباء والأصدقاء يتوافدون على مكان الحفل ..
دخل الكشافة بنظام بديع إلى ساحة المخيم.. وقد غطوا رؤوسهم بمناديلهم الكشفية وهم يرددون اناشيد حماسية خاصة..
وبعض لحظات ، أطفأت الأنوار وعم الهدوء...
وانطلق صوت كشاف من بعيد يردد بقوة: في مدينة العرائش قضينا أياما جميلة ممتعة، تعارفنا، وتعاونا وتآخينا.. وحان وقت الفراق فراق سيتبعه لقاء إن شاء الله، لقاء محبة وود وستبقى ذكريات صيف 2010 عالقة بأذهاننا إلى الأبد .
ورد عليه كشاف آخر: إن انضمامنا للمنظمة المغربية للكشافة والمرشدات مكسب غال، سنعمل على الحفاظ عليه طيلة حياتنا، ففي هذه الأيام القليلة تعلمنا الكثير..
ثم ارتفع صوت كشاف ثالث مرددا: تعلمنا كيف نعتمد على أنفسنا، كيف نتعاون، كيف نتحاب، كيف نعشق هذا الوطن الغالي وتزداد قلوبنا تعلقا بأرضه المعطاء..
ويكمل الحديث كشاف أخر قائلا تأكدنا أن الاتصاف بخصال الكشاف الحميدة خير سبيل لخدمة أنفسنا وأسرنا ووطننا الغالي..
ويختم هذا الحديث الشيق المعبر كشاف آخر بقوله: واليوم ، ونحن نشرف على نهاية هذا اللقاء، تعالوا معنا نحيا لحظات ممتعة مع حفل أطفال عقدوا العزم على المضي في طريق الكشف الرائع.. ولنستمع جميعا لهذا النداء.
ومن وسط الحضور ارتفع النداء :
يا ساكني الخيام بدا نور الوئام
وثابا ركضا هلم حوله
لا تنس قوله مغزاه رمز سامي ...
وبعد ذلك انطلق الكشافة ينشدون:
كشاف هلم نشعل نارنا...كشاف هلم نشعل نارنا
مع الظلام والسكون ... العز والهنا لنا
ومع اشتعال النار وارتفاع لهيبها في الفضاء، وأمام دهشة وفرحة الحاضرين توسط ساحة السمر مجموعة من الكشافة يمثلون جماعة من الزنوج وقد ارتدوا ملابس بسيطة ورسموا على أجسامهم بعض الرسومات البدائية .. ليذكرونا بتلك الأجواء الافريقية المرحة التي استقت منها الحركة الكشفية العديد من أفكارها التربوية الرائدة.
وتوالت بعد ذلك فقرات حفل النار بمجموعة من العروض التمثيلية والأناشيد والرقصات في جو ممتع جميل..
وبعد نهاية الحفل ردد الجميع:
صوت ينادي حان الفراق..
فالبين صعب ومتى التلاق ..
قد بانت غزالة هذا الوجود ..
تردد في الكون لحن الخلود ..
فهيا أخي كل منا يعود ..
إلى مسقط الرأس أرض الجدود ..
وتلا الحفل حوار شيق وعذب مع الآباء والأصدقاء حول أجواء المخيم عامة والحفل خاصة مع رغبة الكبار أيضا المشاركة مستقبلا في فقرات برامجنا الكشفية ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]